الأحد، 11 يناير 2009

معهد الطب الأمريكي: المكملات الغذائية والفيتامينات.. ليست مأمونة دائماً

معهد الطب الأمريكي: المكملات الغذائية والفيتامينات.. ليست مأمونة دائماً
الفيتامينات قد تكون ضارة إذا لم يتم تعاطيها حسب الإرشادات الطبية
نيويورك:
تشير الدراسات المسحية إلى أن 70٪ من الأمريكيين يتناولون الفيتامينات والمعادن والأعشاب والمقوِّيات والأقراص الغذائية.
فقد درج الملايين منهم على تناولها يومياً في الوقت الحالي. وبرغم أن الدراسات أثبتت أن هنالك كثيراً من الفوائد الأكيدة لهذه المركبات، فإن هنالك أيضاً بعض المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها تلك المركبات وفقاً لما جاء في تقرير حديث صدر مؤخراً من معهد الطب الأمريكي.
أما مكمن الخطورة، فهو يتمثل في أن الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية لا تتدخَّل في الأقراص الغذائية والأدوية التكميلية (Supplements) على غرار تدخلها في الأدوية التقليدية؛ مما يعني أنه ليس كل قرص تكميلي يحتوي بالضرورة على ما تشير إليه الديباجة الملصقة على عبوته أو البيانات الواردة فيها؛ وأن جهات التصنيع ليست ملزمة بإثبات الاستخدام المأمون أو الفعالية المضمونة لمنتجاتها - أو حتى بتحذير المستخدمين من مغبَّة الآثار الجانبية المحتملة لتلك المنتجات!
وللأسباب المذكورة آنفاً، دأب بعض المشرِّعين وواضعي القوانين على ممارسة بعض الضغوط الرامية إلى تنظيم استعمال الأدوية التكميلية والأقراص الغذائية بحيث تكون هنالك ضوابط صارمة تضاهي الضوابط المنظمة لاستخدام الأدوية التقليدية. وأياً كان الحل، فإنه لا يلزمك، عزيزي القارئ، وجود قوانين لكي تحمي نفسك؛ إذ ما عليك إلاَّ اتباع بعض الخطوات البسيطة التي من شأنها أن تفضي إلى تحقيق الفائدة القصوى من أي دواء تكميلي تتناوله، وتقليل مخاطره المحتملة إلى أدنى حد ممكن.
فيما يأتي الخطوات:
(1) الإطلاع على الديباجة وتمعُّنها بدقة:
إن وجود ختم معتمد من مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) على ديباجة المنتج يعني خضوعه للفحص من قبل مختبر خارجي مستقل؛ كما يعني اشتمال المنتج على ما ورد في ديباجته، وخلوَّه من الملوِّثات والشوائب، فضلاً عن تصنيعه في مصانع ذات تجهيزات نظيفة وخالية من التلوث. «وإلاَّ، يمكنك، عزيزي القارئ، اختيار المنتجات المعتمدة من قبل مجموعة يو. إس. فارماكوبيا (U. S. Pharmacopia)، وهي ومجموعة رقابية أخرى»، كما تقول تيرنرا غرايدون، حاملة درجة الدكتوراه والمشاركة في تأليف «دليلك الصيدلاني إلى الأدوية المنزلية والعشبية (The Peopleصs Pharmacy Guide to Home and Herbal Remedicl).
وثمة تحذير يجدر إيراده في هذا الخصوص - ذلك أنه من بين آلاف المنتجات المتوافرة في السوق، فإن حفنة منها فقط هي التي أخضعت للفحص من قبل المجموعات الرقابية المتقدم ذكرها.
أما الخطة الثانية، فهي تتمثل في وصية هيلين كيم، الحاصلة على درجة الدكتوراه وأستاذ علم الأدوية والعقاقير في جامعة ألاباما في بيرمنجهام. ومفاد تلك الوصية أنه من المستصوب أن يسعى المرء للحصول على الأدوية التكميلية ذات الأسماء التجارية المعروفة والمعتمدة - ذلك أن كبريات الشركات المنتجة لتلك الأدوية تتوخى أقصى درجات الحرص وتعلم يقيناً أن سمعتها التجارية تكون في المحك مع كل منتج لديها يُباع في السوق؛ وبالتالي، فهي تتحرى الالتزام الشديد بمعايير ضبط الجودة، كما أنها تكون أسرع في تطبيق التقنيات الحديثة، علاوة على كونها الأكثر تركيزاً على خدمات العملاء عند مقارنتها بالشركات الصغيرة.
(2) البحث عن العبارة السحرية:
وهي في هذه الحالة عبارة أن «المنتج معاير روعيت فيه المعايير القياسية الموحدة (Standardized)؛ ويعني هذا أن الدواء التكميلي أو القرص الغذائي» يحتوي على كمية محددة أو قدر بعينه من العناصر النشطة في كل قرص، ومن ثمَّ فإن هنالك احتمالات أقل من التفاوت الشديد بين عبوة وأخرى من حيث قوة المفعول أو شدة التأثير»، كما تقول الدكتورة هيلين. وفي حالة عدم تمكنك، عزيزي القارئ، من الإطلاع على عبارة (المعايرة) على ديباجة المنتج، فإنه يجمل بك التماس وجهة نظر أخرى من خلال تصفح مواقع إلكترونية معينة على الإنترنت لقاء أجر زهيد، منها تحديداً موقع (www.consumerlas.com)، حيث توجد تقارير عن مئات العقاقير التكميلية والمقوِّيات الدوائية والأقراص الغذائية؛ لذا يمكن معرفة الأدوية التي تفي فعلاً بمتطلبات ما ورد في ديباجاتها
(3) الإصرار على معرفة التفاصيل عن الأدوية التكميلية:
لعل من نافلة القول إنه حتى الأدوية التكميلية التي تراعى فيها أقصى درجات السلامة والالتزام بمتطلبات الاستعمال المأمون من شأنها أن تكون ضارة في حالة عدم اتباع الإرشادات، أو في حالة تناولها بجرعات زائدة أو بطريقة خاطئة.
ها هي ذي الدكتورة شاري ليبرهان، الباحثة في مجال التغذية ومؤلفة كتاب الفيتامنات والمعادن الحقيقية، تدلي بدلوها في هذا الخصوص قائلة: «إن تناول عنصر معدني واحد بجرعات زائدة يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحيلولة دون امتصاص المعادن الأخرى وتمثلها في الجسم».
ولعل من المهم أيضاً أن تطلع عزيزي القارئ على ديباجات أي أدوية تتناولها بموجب وصفة طبية قبل أن تتناول أي أدوية تكميلية أو أقراص غذائية. وتشرح الدكتورة تيريزا الدواعي الموجبة للإطلاع على الديباجات على نحو ما تقدم بقولها إن العديد من العقاقير تتفاعل مع الأعشاب وقد ينجم عن هذا التفاعل بعض الآثار الجانبية بالغة الخطورة. وتستطرد الدكتورة تيريزا قائلة: «إذا كانت الديباجة الملصقة على الدواء المصروف لك بموجب وصفة طبية تنص على ضرورة عدم تناول أدوية تكميلية معينة، فإنه سيكون من المفيد لك حقاً أن تذعن لذلك وتلتزم به!».
وثمة نصيحة يمكن إسداؤها لك، عزيزي القارئ، في هذا الصدد: بادر إلى إطلاع طبيبك على الأدوية التكميلية التي تتناولها؛ وبذا يمكن الحيلولة دون حدوث المشاكل المرتبطة بها.
(4) توخي البساطة في تناول الأدوية التكميلية:
في حالة استعمال الأعشاب أو الأدوية العشبية، فإن الأدوية التكميلية التي تحتوي على عنصر نشط واحد فقط، كالزنجبيل مثلاً، تقل فيها احتمالات التسبب في آثار جانبية غير مرغوبة.
أما السبب في ذلك، فتشرحه الدكتورة هيليث كيم قائلة: «إن معظم هذه الأدوية التكميلية تحتوي على مكونات عشبية لم تخضع إطلاقاً للفحص والتفتيش لمعرفة ما إذا كانت مأمونة أو فعالة عند استخدامها بالاقتران مع عناصر ومحتويات مماثلة».
ويلزم توخي الحرص والحذر من الخلطات العشبية الواردة من وراء البحار حيث لا تكون المعايير صارمة ودقيقة على النحو المتبع هنا. ففي تقرير حكومي صدر مؤخراً، تشير التقديرات على سبيل المثال إلى أن 72٪ من الخلطات العشبية تحتوي على كميات كبيرة من الفلزات أو الشوائب والملوثات الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق